التوازن المتماثل Symmetry لا يعني موازنة عنصر أو شكل واحد فقط في التصميم، إنما موازنة جميع الأجزاء والعناصر وتوزيعها بشكل متناسق.
إن معرفة أسس التصميم ودراستها تؤدي إلى تنمية قدرات المصمم الذهنية والحسية، وتساعده أيضاً بربط النظريات العلمية والعناصر الحسية لديه والاهتمام والتركيز على جوانب المهارات المختلفة التى تعتمد على الخبرة والتجريب.
لذل سنتحدث في هذا المقال عن توازن التصميم Design Balance والـ symmetry والـ Asymmetry ، ودورها المهم في إنشاء تصميم متوازن يعكس الغرض الجمالي والوظيفي من العمل الفني المُصمم.
إن مفهوم التوازن هو لا يعني موازنة عنصر أو شكل واحد فقط في التصميم، إنما موازنة جميع الأجزاء والعناصر وتوزيعها بشكل متناسق في المساحة المتوفرة للتصميم بشكل مناسب، فتوازن التصميم Design Balance هو أحد الخصائص الأساسية التي تلعب دوراً هاماً فى تقييم العمل الفني المصمم وتحقيق نوع من الأريحية لعين الناظر والإنجذاب له عند رؤيته، فعندما يقوم المصمم بأي عمل فني، يجب أن ينقل للمشاهد الإحساس بالإستقرار والإتزان من خلال توازن العناصر والألوان في تصميمه أيضاً. هناك أربع أنواع من التوازن :
وهو التوازن المتماثل أو المتناظر وهو أبسط أنواع التوازن البصري، حيث تتوزع فيه عناصر التصميم بالتساوي على جانبي المحور الإفتراضي الأوسط الذي تضعه العين، بحيث أن العناصر التي على يمين التصميم تتكرر مثلها على يسار التصميم تماماً وبالتالي يصبح الميزان البصري متعادل، وقد لا يعتمد هذا النوع من التوازن على الإبداع كثيراً ولا يعتمد أيضاً على حساب الوزن البصري لكل عنصر من عناصر التصميم.
من أهم خصائص التوازن المتماثل “symmetry” الجاذبية، والبساطة، والأريحية للعين والعقل، وهذا هو السبب في أننا نرى الجمال في التماثل والتناظر، حيث أن الدماغ مُعتاد على رؤية الأشياء بشكل متناظر وبسيط وغير عشوائي كما هي موجودة في الطبيعة، على سبيل المثال، الوجه، الفراشات، أوراق الأشجار، الأزهار، وغيرها الكثير من الأمثلة والتي من الممكن أن يكون تناظرها بشكل تقريبي وليس تام بحيث ليس من الضروري أن يتطابق نصفيها بشكل تام عند طيها، لكنها تعتبر متناظرة، هنالك ثلاثة أنواع من التوازن المتناظر :
التناظر الإنعكاسي، وهو أبسط نوع من التناظر وقد يكون هذا النوع أول ما يفكر فيه الناس عندما يسمعون كلمة “تناظر”، كما يعرف أيضاً بإسم تأثير المرآة، حيث يحدث تناظر الإنعكاس عندما ينعكس كل شيء عن خط مركزي، وقد يكون هذا المحور أو الخط الناصف في أي اتجاه، أفقياً أو عمودياً أو قطرياً أو أي شيء بينهما طالما أنه ما يوجد على جانب واحد من المحور ينعكس على الجانب الآخر. غالباً ما يستخدم المصممون التناظر الإنعكاسي لإعطاء وزن متساوٍ لكل من الجانبين، أو لإنشاء تأثير مرئي ترفيهي.
التناظر الدوراني، ويحدث هذا النوع من التناظر عندما يدور كل شيء حول مركز مشترك، كما أن التناظر الدوراني شائع جداً في الحياة الواقعية، على سبيل المثال ، تشع أذرع نجم البحر من المركز، كما تُستخدم لوحات السقف في العديد من الكنائس التناظر الدوراني. أما مصممو الويب، فيستخدمون التناظر الدوراني في عملهم لتصوير الحركة مثل استنتاج مقدار التقدم بطريقة رائعة.
التناظر الإنتقالي، ويحدث هذا النوع من التناظر عندما يتكرر عنصر في أماكن مختلفة على الصفحة، مع الحفاظ على اتجاهه العام أو الدقيق، ويمكن أن يحدث التناظر الإنتقالي في أي اتجاه طالما أن العنصر يحافظ على اتجاهه بشكل ثابت، حيث يتم تحريك الجسم نفسه عدة مرات على فترات متساوية. يستخدم المصممين هذا النوع لإنشاء إيقاع في التصميم، وفي بعض الحالات من الممكن استخدام التناظر الإنتقالي كعنصر نشط ينقل رسالة معينة.
لقد رأينا جميعاً آثار خطوات على الرمال أو الثلج، وهذا النوع من التوازن يمثل مبدأ انعكاس خطوات كل قدم للقدم الأخرى، ولكن مع وجود حركة بسيطة لا تكون كل بصمة بنفس مستوى البصمة الأخرى، بل منزلقة قليلاً، ويعتبر هذا النوع هو تلاعب في التناظر الانعكاسي”Reflection Symmetry”، لكن الفرق أن الـ Glide reflectional يحوي على حركة في موضع كل صورة معكوسة، وبالتالي فهو يعطي إحساساً بالمضي قدماً.
على عكس التوازن المتماثل، فإن الـ Asymmetry يعتمد بشكل كبير على الوزن البصري لكل عنصر من عناصر التصميم وفقاً لمعايير مثل اللون، الحجم، التباين، وغيرها، وبالتالي فإن الـ Asymmetry يتيح المجال أمام إبداع المصمم في تصميم الصور أو واجهات المستخدم ومواقع الويب، ليوزع العناصر كما يريد مع مراعاة وزنها البصري بحيث لا ينتج تصميماً غير مريح أو مزعج بصرياً، يجب أن يضع المصمم نقطة ارتكاز للتصميم ويبدأ في توزيع العناصر كما يمليها عليه خياله وحسه الإبداعي، ثم يتوقف ليشاهد توزيع العناصر إن كان متوازناً أم لا، يحتاج هذا النوع من التوازن إلى جهد أكبر وموهبة وخبرة سابقة في التصميم حتى تستطيع أن تنتجه بشكل سليم.
في الطبيعة، يمكننا رؤية عدم التناظر في كل مكان تقريباً، في أغصان الأشجار مثلاً، أو بأشكال الغيوم وغيرها الكثير من الأمثلة. من أهم خصائص التوازن الغير متماثل جذب انتباه المُشاهد لعناصر معينة وذلك من خلال توزيع العناصر حسب أولويتها وأهميتها بشكل مُلفت للنظر، أيضاً من الممكن أن يعكس المصمم المحترف حسه الإبداعي بشكل أكبر من خلال التوازن العشوائي أو الغير متماثل، ويمكنه تجربة أنماط وأشكال غير متوقعة، بطريقة لا يمكنك تحقيقها في التوازن المتماثل.
يتم إنشاء الـ Radial Balance من خلال توزيع العناصر حول نقطة مركزية، ويكون الشكل الذي يخضع فى تنظيمه لهذه المركزية ذو حركة دائرية وهمية، يمكننا تشبيهها بالأشعة التي تخرج من الشمس، قد يكون الـ Radial أقل الأنواع إستخداماً لإنه يتطلب توزيع دائري مما يتطلب مساحة في التصميم أو الواجهة الخاصة بالمواقع والتطبيقات.
ويمكننا وصفه بأنه فوضى مرتبة بشكل منظم ومتوازن، حيث يفتقر التكوين في لوحة الفسيفساء إلى نقاط محورية مميزة وهذا ما يجعلها متوازنة، بحيث تتقاسم جميع العناصر التركيز ذاته، كما يؤدي الإفتقار للتسلسل الهرمي إلى ضوضاء بصرية للوهلة الأولى وهذا لأن جميع النقاط تعمل معاً.
إن موازنة تصميمك تتضمن ترتيب كل من العناصر الإيجابية والمساحة السلبية أيضاً بطريقة لا تتغلب فيها أي منطقة من التصميم على مناطق أخرى، بحيث يكون كل شيء يعمل معاً ويتناسب معاً بشكل سلس، لكي يبدو تصميمك مستقراً وواضحاً وغير مشتت، بحيث يحقق الجمالية والوظيفة المطلوبة بجذب عين الناظر للعناصر المهمة أولاً.
إبقى على اطلاع دائم ولا تفوت فرصة الحصول على آخر أخبار وأفضل النصائح في عالم التسويق الرقمي