دور الذكاء الإصطناعي في تطوير التسويق الرقمي يساعد في توصيل رسالة مخصصة ومنظمة إلى المستهلكين عبر مختلف مراحل جولة المستهلكين للتعرف على المنتج المطلوب بشكل آلي وفعال.
يسهم التطور التقني الكبير في تزايد دور الذكاء الاصطناعي (AI) وتعلّم الآلة (ML) في تنمية مختلف القطاعات – بما فيها التسويق. ويمكن للتسويق بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي المساهمة في تحسين مكانة العلامة التجارية والعلاقة مع العملاء والإعلان – أي في جميع جوانب التسويق تقريباً – بشكل مشابه للكفاءات التي يتم الاعتماد عليها في التصنيع و ضبط أخطاء الجودة.
واعتمدت الشركات الكبيرة على التسويق بالذكاء الاصطناعي على مدار العديد من الأعوام. وفي ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، ازداد عدد الشركات الصغيرة التي توفر خدمات الذكاء الاصطناعي لمساعدة مختلف الشركات في السوق.
وفي الفترة بين عامي 2015 و2019 ازداد عدد الشركات التي تعتمد على خدمات الذكاء الاصطناعي بنسبة 270% – ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة في المستقبل. ولكن كيف يمكن للمؤسسات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي – والتشغيل الآلي في التسويق؟
مع تطور التكنولوجيا والتقدم المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي، يتوقع أن يكون له تأثير كبير على مختلف جوانب حياتنا في المستقبل. يعتبر الذكاء الاصطناعي من أبرز التكنولوجيات الحديثة التي تعمل على تعزيز قدرات الحواسيب وتمكينها من معالجة البيانات والتعلم واتخاذ القرارات بصورة ذكية ومستنيرة.
يتم التسويق بالذكاء الاصطناعي من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لجمع بيانات العملاء والشركة واستخدام هذه البيانات لتنفيذ أمور لا يمكن لشخص أو مجموعة تنفيذها. ويمكن للذكاء الاصطناعي تحسين حملات التسويق ورحلات العملاء بالإضافة إلى جذب العملاء المحتملين ورعايتهم وتحويلهم إلى عملاء للشركات.
ويُعتبر الذكاء الاصطناعي مصطلحاً متنوعاً للغاية ويشمل جميع برامج الكمبيوتر التي يمكنها تنفيذ المهام المعقدة دون تدخل بشري. وعلى الرغم من أنه لا يتمتع بنفس الذكاء الذي يتمتع به البشر، إلا أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانيات كبيرة في المعالجة تتيح له التعامل مع كميات كبيرة من البيانات في ساعة واحدة لا يمكن لشخص واحد معالجتها على مدار حياته بأكملها.
يتطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، وقد أصبح على الشركات التجارية أخذ الذكاء الاصطناعي بعين الاعتبار ضمن جهودها التسويقية لخلق شخصية فريدة وتحسين الكفاءة الكلية. ونقدم لكم تاليًا بعض الطرق التي يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي فيها لتحقيق أهدافك التسويقية.
باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للعلامة التجارية الموجهة للمستهلكين امتلاك القدرة على اكتشاف شرائح المستهلكين الأكثر قدرة على القيام بأعلى معدلات التحويل، ومعدلات الاحتفاظ، والتفاعل النشط مع العلامة التجارية. كما تمتلك البرمجيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي القدرة على التأكد من أن حملاتك التسويقية الحالية والسابقة تتماشى مع الأهداف التجارية المستقبلية والسابقة، مع القدرة على استكشاف المؤشرات الأساسية للأداء (KPIs). باستخدام هذه التقنية، يمكن تطبيق خطط تسويقية محسنّة وإعادة تقييم شخصية العلامة التجارية ككل.
تم اثبات فعالية استخدام الشات بوت بشكل لافت في مساعدة المستهلكين على تصفح المواقع الالكترونية للعلامات التجارية. تعمل أنظمة الشات بوت المدعمة بالذكاء الاصطناعي بشكل يشابه التصور البشري في معالجة تفاعلات المستهلكين مع الموقع الالكتروني، في حين يمكنها أيضًا الإجابة على الأسئلة والاستفسارات بدقة وإيجاز وبطريقة تجعل المحادثة كأنها صممت خصيصًا لمتطلبات المستهلكين. بعد اجراء محادثة عبر الشات بوت، يمكنك الربط مع وكيل المبيعات والاعتماد على قدراته في الإقناع والتكتيكات التسويقية التي يتبعها لزيادة معدل التفاعل.
تمتلك أدوات وبرمجيات التسويق المبنية على الذكاء الاصطناعي القدرة على استخدام تعلم الآلة، والتعلم المبني على التنبؤ والخروج بتوقعات دقيقة للأرباح. يمكنك الحصول على نتائج دقيقة بخصوص معدلات التحويل، ومعدلات الاحتفاظ بالمستهلكين، وتكلفة الاكتساب، والكثير غيرها.
كافة علوم الحاسوب ذات النتائج المبهرة والتقنيات الذكية الشاملة للإدارة ونظم المعلومات الإدارية. علاوة على ما سبق نقدم لكم تاليًا بعض الأمثلة التي توضح كيف يقوم الذكاء الاصطناعي بالابتعاد عن الأفكار المثالية ، ويهتم بأمور واقعية يمكن تطبيقها بدلا من ذلك.
– مقترحات بخصوص المحتوى وتنظيمه.
– الشات بوت (أنظمة محادثات الرد الآلي).
– التعرف والتحقق من الصوت.
– استهداف الإعلان.
– التسعير الديناميكي.
– إعداد عناوين تعتمد على الكلمات المفتاحية وتحسين محركات البحث.
هناك العديد من الاستخدامات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التسويق، حيث يوفر كل منها العديد من المزايا الفريدة. ويمكن أن تكون هذه المزايا من الناحية الكمية مثل زيادة عدد المشتريات عبر الهاتف المحمول أو من الناحية النوعية مثل تحسين رضى العملاء.
ويتم عادةً ربط عدد محدد من المزايا بأنظمة الذكاء الاصطناعي ومجالات عملها، ولكن هناك بعض المزايا العامة للتسويق والتي يمكن توفيرها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. ويعتمد 32% من المسوقين على الذكاء الاصطناعي في الاتصالات والوسائط وبالتالي من الواضح أن هناك إقبالاً كبيراً على المزايا التي توفرها التكنولوجيا.
في عالم تزداد فيه أهمية المشاركة وتتنافس العلامات التجارية على جذب العملاء، يوفر التخصيص وسيلة للشركات من أجل جذب المشترين الجدد والحفاظ عليهم. ويمكن للذكاء الاصطناعي المساهمة في توفير اتصالات مخصصة للعملاء في الوقت الفعلي في رحلة الشراء الخاصة بهم. كما يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المسوقين في تحديد العملاء الذين يمكن أن يتخلوا عن التعامل مع الشركة وتوفير المعلومات اللازمة للحفاظ عليهم.
تواجه الشركات تحديات كبيرة لمواكبة حجم البيانات الناتجة عن مبادرات التسويق الرقمي والتي تؤدي إلى صعوبة مراجعة حملات التسويق الناجحة. وتوفر لوحات المعلومات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي فكرة شاملة عن الأساليب الناجحة من خلال ابتكار شبكة من البيانات لتوفير رؤية واضحة من خلال الربط بين المعلومات.
يمكن للذكاء الاصطناعي إجراء تحليل تكتيكي للبيانات بشكل أسرع من البشر والاعتماد على تعلّم الآلة لاتخاذ القرارات في وقت قصير وفقاً للحملة التسويقية ومتطلبات العملاء، مما يتيح لفريق التسويق التركيز على المشاريع الاستراتيجية أو المهام التي لا يمكن للروبوتات استكمالها. ولذلك، تبرز أهمية التحليلات التكتيكية، لا سيما في حملات التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن أن تتغير الظروف بسرعة وبالتالي يجب على العلامات التجارية مواكبة التغيرات بنفس السرعة من أجل تحقيق الازدهار.
يجب أن تفهم عملاءك بشكل أفضل لكي تتمكن من تقديم خدمات مميزة. ويمكن تحديد اهتمامات العملاء المحتملين وسلوكيات الشراء بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وبالتالي يمكنك توفير خيارات لتنفيذ عمليات الشراء في وقت قصير. وسواء كنت تستخدم “واتساب” أو البريد الإلكتروني أو أي نظام للتواصل مع العملاء، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز طرق التواصل من خلال توفير المعلومات في الوقت المناسب من أجل تحسين رحلة العميل.
تتخذ الشركات مواقفاً مختلفة من أي تقنية تشهد نمواً متسارعاً. وينطبق هذا الأمر على الذكاء الاصطناعي حيث تتوفر العديد من الاستخدامات التي يمكن للشركات الاعتماد عليها لتحقيق الازدهار. وعادةً لا يُعتبر التخصيص مشكلة بالنسبة للتقنيات التي تم تصميمها لغاية محددة. دعونا نلقي نظرة على بعض الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
Votek هي شركة متخصصة في معالجة اللغة العربية الطبيعية (NLP) بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتتخذ من دبي مقراً لها. وابتكرت الشركة نظام التعرّف على الكلام باللغة العربية والذي لا يحتاج إلى الاتصال بالإنترنت ويمكنه التعرّف على اللغة العربية الفصحى واللهجات العربية. وتعتمد الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية على التقنيات التي توفرها Votek. كما يتم الاعتماد على نظام معالجة اللغة العربية الطبيعية في لعبة لوجي، وهي دمية تعليمية ذكية يمكنها التفاعل مع الأطفال وتوفير أنشطة التعلّم والمهارات.
Narrativa هي منصة للغة الطبيعية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وزيادة البيانات لتجربة العملاء والإعلان والتجارة الإلكترونية والاتصالات والمبيعات. وتسهم الحلول التي توفرها المنصة في تنويع النصوص وتحسين قابلية القراءة والتحويل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مخصص. ويوفر نظام Narrativa Knowledge Graph معلومات مخصصة يمكن الاعتماد عليها في تحسين الخدمات والتسويق المخصص لابتكار تجارب شاملة ومخصصة للعملاء.
تعتمد منصة Persado على تعلّم الآلة لابتكار محتوى مخصص من خلال فهم تفضيلات الأشخاص للعناصر اللغوية المميزة. ويبدو الأمر معقداً، ولكن Persado توفر نماذج تعلّم الآلة التي تم تدريبها على بيانات الاستجابة على مستوى الأشخاص من خلال الحملات السابقة. وتعتمد النماذج على بيانات مجهولة لحماية خصوصية العملاء. وتوفر Persado المحتوى بالاعتماد على أنظمة تعلّم الآلة التي تم تصميمها خصيصاً لكل مستخدم لتعزيز المشاركة عبر جميع المنصات.
توفر شركة GumGum منصة Verity التي تركز على المحتوى قبل عرض الأسعار لضمان وصول المعلنين إلى المستخدمين في بيئات ملائمة وآمنة للعلامة التجارية على نطاق واسع. وعلى العكس من حلول القياس والتحقق بعد عرض الأسعار، تصنف المنصة الذكية المتخصصة الصفحة قبل تقديم الفكرة أو الخدمة، مما يتيح استهداف المستخدمين بدقة وكفاءة دون استخدام ملفات ارتباط المعلنين.
تستخدم Market Muse المرشحات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير محتوى يمكن استكشافه بسهولة وفي وقت قصير لفرق التسويق الداخلية. وتتيح المنصة للمستخدمين البحث في مواقعهم أو المحتوى الخاص بهم لتحديد المواضيع الأكثر شيوعاً والتي تلقى إقبالاً كبيراً من أجل دعم جهود التسويق. وتهدف المقاييس إلى مساعدة مسوقي المحتوى في تحديد المحتوى المصمم جيداً وترتيب أولوياته وتنفيذه.
يفتح هذا السؤال العديد من الآفاق المستقبلية، فقد تم الاعتماد على التكنولوجيا لمواجهة التحديات المتعلقة بالبيانات حتى الوقت الحالي. ولكن نظراً إلى أننا نبتكر طرقاً جديدة للاعتماد على الذكاء الاصطناعي، سنشهد تغيرات كبيرة في كيفية استخدامه في التسويق.
ولا تعتبر قوة المعالجة والذاكرة من العوامل التي تحدّ من قدرات الذكاء الاصطناعي، ولكن المفاهيم المسبقة والتوجهات الفكرية هي التي تحدّ منها. والأمر الجيد هو أن المطورين راضون عن إسهامات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة وبالتالي يشهد هذا القطاع إقبالاً كبيراً من المواهب والاستثمارات.
مستقبل الذكاء الاصطناعي مشرق ومبهر، حيث يتوقع أن يحدث تغييرًا جذريًا في العديد من جوانب حياتنا. سيكون للذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في تحسين الصناعات وتسهيل العمليات وتعزيز الابتكار. سيساهم في تحسين وتطوير التسويق الرقمي بشكل كبير.
إبقى على اطلاع دائم ولا تفوت فرصة الأخبار في عالم التسويق الرقمي